الحديث الرابع من الأحاديث النووية
عن ابى عبد الله النعمان بن البشير رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول( ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام كالراعى يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الا وان لكل ملك حمى الا وان حمى الله محارمه ألا وان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهى القلب ) رواه البخارى ومسلم
قسم النبى صلى الله عليه وسلم الامور الى ثلاثة اقسام:
قسم حلال بين لا اشتباه فيه
وقسم حرام بين لا اشتباه فيه وهذان القسمان واضحان اما الحلال فلا يأثم الانسان به واما الحرام فياثم الانسان به
اما القسم الثالث
فهو الامر المشتبة الذى يشتبه حكمه هل هو من الحلال او من الحرام؟
ويخفى حكمه على كثير من الناس
وفى هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الورع تركه وان لا يقع فيه الانسان
واستبرأ لدينه فيما بينه وبين الله واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث لا يقولون :فلان وقع فى الحرام حيث انهم يعلمونه وهو عنده مشتبه عليه
ثم ضرب النبى صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك بالراعى يرعى حول حمى (اى حول ارض محميةلا ترعها البهائم فتكون خضراء لانها لم ترعى فانها تجذب البهائم حتى تدب اليها وترعاها)
( الا وان لكل ملك حمى) يعنى انه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئا من الرياض التى يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير
( الا وان حمى الله محارمه ) اى ما حرمه على عباده فهو حماه لانه منعهم ان يقعوا فيه ثم بين ان فى الجسد مضغة يعنى لحمة بقدر ما يمضغه الأّكل
( الا وهى القلب) وهو اشارة الى انه يجب على الانسان ان يراعى ما فى قلبه من الهوى الذى يعصف به حتى يقع فى الحرام والامور المشتبهات
ويستفاد من هذا الحديث فوائد منها
1- ان الشريعة الاسلاميه حلالها واضح وحرامها واضح والمشتبه منها يعلمه بعض الناس
2-انه ينبغى للانسان اذا اشتبه عليه الامر أحلال هو ام حرام ؟ ان يتجنبه حتى يتبين له انه حلال
3-ان الانسان اذا وقع فى الامور المشتبة هان عليه ان يقع فى الامور الواضحة فاذا مارس الشئ المشتبة فان نفسه تدعوه الى ان يفعل الشئ البين وحينئذ يهلك
4-حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم بضربه للامثال وتوضيحها
5-ان المدار فى الصلاح والفساد على القلب ولذلك يجب على الانسان العناية بقلبه دائما وابدا حتى يستقيم على ما ينبغى ان يكون عليه
6- واخيرا
ان فساد الظاهر دليل على فساد الباطن