لا تزال منذ فجر الخليقة الاول النقائض تتوالى على حياة الإنسان ، في كل مكان وزمان إجتمع الضدان ،،
فالخير إلى جانب الشر والقبح إلى جانب الجمال و الإخلاص إلى جانب الغدر و والعلو إلى جانب الحضيض ،،
وبقية العبرة في اي طريق يسلك الإنسان ، فهو المخير بين هذا وذاك ، المُبَصَرُ بنور الحق الذي هو اليقين ،،
غير ان هذا الفهم قد يبقى حكرا على طبقة دون أخرى ، وجماعة دون ثانية ، فليس لكل البشر قدرة الإختيار ومعرفة الخير من الأشرار ،،
وإن كان هذا هو الحال ، فلابد للطبقة التي لم تعي بعد حقيقة الامور وكنه الإختيار من دليل يكون بمثابة القدوة التي يُؤخذ عنها حسن الإختيار ،،
وأعني بالأولى الابوين وبالثانية الأبناء ،،
فالحاصل اليوم في الحياة الأسيرة ان الآباء لم يعودوا يعنو كثيرا بهذه الطريقية في التربية ، التي هي التربية بالقدوة ،،
فسائر الأسر اليوم إلا ما رحم الله الآباء فيها بعيدون كل البعد عن مكانة القدوة ،
فكيف بِكٌم يكون قدوة من ينهى عن ما لا يترك ، ويأمر بنا لا يأتي هو ،،
فالأبوين اليوم لم يعودو يهتموا كثيرا بتصرفاتهم أمام الابناء ، سواء بقصد أو دون قصد ،
دون أي يعرفوا أن نتيجة ذلك إنطباع هذه التصرفات على اخلاق ابنائهم ،،
ولن تكون بعد ذلك إمكانية تغيير هذه التصرفات ، فكيف سينهى الاب عن ما كان يأتيه هو ،
ومن هنا تنكسر الروابط التسلسلية الرئيسة في الأسرة ، بحيث لا يبقى للأب دور التسير ولا للأم دور التربية ،،
وهذا مع الاسف الشديد حاصل الكثير من الأسر في زمننا هذا ،،
فإلى متى احبتي في الله ، نهمل هذا الركن الاساسي في التربية ؟؟
وما اسباب غياب هذه الطريقية في التربية ؟؟؟
هل الآباء هم السبب ؟؟ أم المجتمع ؟؟ أم من ؟؟؟