بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين ؛
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم .... أما بعد
لماذا نخاف من الامتحان؟ ..!..
معظم الناس يخافون من الامتحانات، طلاباً كانوا أم أهل، بل نكاد نقول بأن الأهل أكثر خوفاً من أبنائهم من هذه الامتحانات، فإن سألت الأهل فلن يتحروا جوابا لأنهم لا يعرفون، او لا يريدون أن يعرفون، وإن سألت الطلاب ما عرفوا السبب تحديدا، لأنهم يخافون من الفشل ويخافون من صعوبة الامتحان، ويخافون من الأسئلة غير المتوقعة، ويخافون من صرامة الإشراف ويخافون أن يأتيهم مشرف صعب المراس لا يقدرون معه علي( الغش) وتحصيل بعض المعلومات، لكنهم نادراً ما يخافون الخوف الايجابي الذي يكون حافزاً لهم للنجاح، فمخاوفهم أوهام غير حقيقية لان معظمها مبنية إما علي الخوف من النسيان او من صعوبة من يشرف عليهم، وهي أوهام ومخاوف مرتبطة بعادات مذاكرة خاطئة ومفتعلة، وهي انعكاس لأسلوب الحفظ والصم الذي يميز ثقافتنا التعليمية، ويتمحور حول الجدلية الأزلية في التعليم
(هـل أفهـم المـادة الـدراسيــة أم أحفظهــا؟ ) لذلك فكثير من الطلاب يحمل احد هذين التساؤلين نتيجة الفشل في الامتحان فنرى من يقول فهمت ولم أحفظ بينما يقول آخر
حفظت ولم أفهم، والحقيقة أن النجاح يمكن أن يتحقق عن طريق أحد الأسلوبين لكن التفوق وتحقيق درجات مرتفعة لا يتحقق إلا لمن يفهمون أولا ثم يحفظون، لذلك فإن المراجعــة والتلخيــص فــن، ومراجعة المواد التي جرت مذاكرتها فن، والشاطر من يتقن هذا الفن، إذ لا يكفي اللجوء إلى المذكرات والملخصات التي تملأ الأسواق كي يحقق الطالب النجاح، لكن بإمكانه أن يفوز بالنجاح إذا ما أعد المذكرة الخاصة به طوال العام، خاصة إذا ما قام هذا الطالب بوضع ملخصات وافية مزودة ببعض الأسئلة التي تغطي الموضوع وتكون مزودة بالألوان والجداول والرسومات التوضيحية التي تساعد ذاكرتهم على استعادة الإجابات التي ترتبط بهذه الألوان أو الرسوم المميزة، إذ أن المراجعة المفيدة هي التي تشمل حل التدريبات والامتحانات السابقة حتى الإتقان.
هناك أيضا مسبب أخر لخوف الطلاب من الامتحانات يكون ناتجا من الإرهاق والضغوطات النفسية الناتجة عن السهر المفرط أيام الامتحانات، فمن عادات المذاكرة السلبية السهر طوال ليال الامتحانات بحجة إتمام المنهج في هذه الأيام المعدودة امتثالاً للمقولة الشعبية الشائعة »من طلب العلا سهر الليالي« لكنهم نسوا الحكمة القديمة (نم مبكرا واستيقظ مبكرا تصبح أفضل صحة) وهذا من الأخطاء الفادحة التي يقوم بها معظم الطلاب ففي الحقيقة أن السهر لساعات طويلة لا يساعد على المذاكرة والاستيعاب والفهم وإنما يصيب الجسد بالتعب والإرهاق وعدم التركيز، فالسهر مغالطة، والنوم الكاف يؤتي ثمارا أكثر، والساعات المبكرة أفضل أوقات المذاكرة.
من الأخطاء الأخرى التي يرتكبها الطلبة نتيجة خوفهم من الامتحانات وتوترهم إثناء أدائها الاستعجال في الإجابة ما أن يمسك الواحد منهم بالورقة، وعادة ما يخيب أمل هؤلاء عند ظهور النتيجة، إذ يكتشفون بأن تسرعهم ضللهم ولم يهدهم لسواء الجواب، لذلك فإن أردت النجاح عليك بقراءة التعليمات الخاصة بالاختبار جيدا، وتوزيع وقت الإجابة على أسئلة الاختبار بعدالة بحيث تترك بعض الدقائق للمراجعة، عليك أيضاً فهم المطلوب من السؤال أولا قبل أن تبدأ في الإجابة كي تعرف ما الذي تريد الإجابة عنه، وابدأ أيضاً بالإجابة عن الأسئلة التي تعتقد أنها سهلة وأنك متمكن منها. ولا تتوقف كثيرا عند سؤال صعب يحتاج مزيدا من التفكير ودعه للنهاية واعلم أن الوقت يمر بسرعة، وفي نهاية الوقت احصر الأسئلة التي لم تجب عنها، فإن فشلت في الحصول على الإجابة فخمنها ولا تترك المساحة المخصصة للإجابة بيضاء، فلعل ما خمنته أو أن جزءا منه كان صحيحا شرط أن تكون إجابتك منطقية وفي حدود العقل والعلم، والآن... هل مازلت خائفاً من الامتحان؟ اعد قراءة المقال مرة اخرى من البداية لعلك تعرف لماذا تخاف من الامتحان؟
